اصدرت وزارة التخطيط، اليوم، الاحد بيانا لمناسبة اليوم العالمي للسكان، الذي يصادف في الحادي عشر من تموز..
وفيما يأتي نص البيان:
في اليوم العالمي للسكان، حيث يلتقي العالم عندمفترق المسارات الديموغرافية، يقف العراق اليوم لابوصفه متفرجا على تحولاته، بل صانعا لفرصه،ومؤسسا لنهضته من قلب التحدي السكاني، إذ يؤمن بأن الإنسان ليس مجرد رقم في سجل، بل هو المحرك الأول لكل تنمية مستدامة وعدالة اجتماعية ونهضةوطنية شاملة.
إن وزارة التخطيط، وفي ضوء شعار هذا العام استثمار رأس المال البشري… فرصة العراق السكانية، تجدد التزامها بتحويل النافذة الديموغرافية إلى أفق تنموي واعد، وخصوصا بعد إنجاز التعداد العام للسكان لعام 2024، الذي شكّل انطلاقة حقيقية نحو تخطيط سكاني قائم على بيانات دقيقة، ورؤية طموحة تتجسد في خطة التنمية الوطنية2024-2028، حيث احتل رأس المال البشري موقع القلب النابض في بنية الخطة، باعتباره الثروة الوحيدة التي لا تنضب.
في بلد يشكّل الشباب أكثر من نصف سكانه، لا يمكن لأي سياسة أن تكون محايدة او تقليدية، فكل استثمارفي التعليم، أو الصحة، أو التمكين، هو استثمار مباشر في الأمن الإنساني الشامل، وفي مستقبل العراق كدولة منتجة، عادلة، مستقرة.
من هذا المنطلق، تؤكد وزارة التخطيط على خمسة مسارات متكاملة، (تحويل التعداد إلى سياسات، اذ لاتُقاس قوة الدولة بعدد سكانها، بل بقدرتها على فهمهم وخدمتهم وتخطيط مستقبلهم. والتعداد هو نقطةالانطلاق لا النهاية، وتمكين المرأة بوصفها معادلاً للتماسك الأسري والاقتصادي، عبر سياسات تستند إلى الحقوق لا المنح، والمشاركة لا الرعاية فقط، وإعادة هندسة التعليم ليتجاوز التلقين إلى التمكين، ويربط المعرفة بسوق العمل والتحولات التكنولوجية، والصحة الإنجابية كحق ومؤشر بوصفها الضمان لصحة الجسد، والعقل، والمجتمع، وتحقيق العدالة في فرص الحياة، فضلا عن ثقافة السكان والوعي المجتمعي،فالسكان ليسوا موضوعا للإدارة، بل شركاء في القرار،وصُنّاع في التحول، أن التغيير الحقيقي يبدأ حين نضع الإنسان أولًا، لا في الشعارات فقط، بل فيالموازنات، والمناهج، والخطط، والإعلام.
ليكن هذا اليوم موعدا لتجديد العهد أن نخطط للعراق كما نحلم به، وأن نستثمر في الإنسان كما نؤمن به، وأن نحمل هذا الجيل من الشباب لا كعبء يجب احتواؤه، بل كفرصة يجب إطلاقها