عقد المركز الوطني للتطوير الإداري وتقنية المعلومات التابع لوزارة التخطيط اليوم الثلاثاء، الملتقى الاول للتدريب والتطوير الإداري للعصر الرقمي ولمدة يومين ، تحت شعار ( جودة التدريب والتطوير مفتاح الريادة في الإبتكار والتحول الرقمي ) بالتعاون مع شركة بيت الحكمة للتدريب والاستشارات .
وقالت السيدة وكيل وزارة التخطيط للشؤون الإدارية الدكتورة هناء اسماعيل ابراهيم في كلمة القتها نيابة عن سيادة نائب رئيس الوزراء، وزير التخطيط الدكتور محمد علي تميم : إن هذا المُلتقى يأتي مُنسجما تماما مع توجهات العراق الجادة نحو التحول الرقمي ، في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم في جميع المجالات ودخول الذكاء الاصطناعي مُعتركات الحياة ، واضافت” إن تطورا هائلا بهذا الحجم يستدعي العمل الجاد من اجل مرافقة الركب العالمي في هذا المجال ، فضلا عن كون التطور التكنولوجي يعدّ مرتكزا مُهما من مُرتكزات التنمية المُستدامة ، مبينة إن مواكبة هذا التطور يتطلب إعداد وتطوير وتأهيل الملاكات لكي تكون قادرة على التماهي مع هذا التطور، وإيجاد البيئة الخصبة لتوطينه في البلد،
من جانبه اوضح السيد مستشار رئيس الوزراء لشؤون التنمية الإدارية الدكتور عقيل الخزعلي : إنَّ جودة التدريب والتطوير لم تعُدّ رفاهيةً تنظيميةً، ولا خيارًا إضافيًا، انما هي مفتاح الريادة وبوابة السيادة على المستقبل، موضحا إنَّ جودة التدريب لا تُعبّر عن محض أسلوبٍ أو شهادةٍ أو معيارٍ تقنيّ ،فقد تحولت إلى كونها فلسفةٌ متكاملةٌ، تقوم على تحويل الكفاءات إلى قيادات، وايضا صقل المهارات حتى تغدو أدواتٍ للإبتكار، وأشار الخزعلي إلى
ان المسؤولية تقتضي العمل على بناء منظومات تدريبية تتسمُ بـالرؤية المستقبلية، والمرونة والقدرة على التكيّف، داعيا إلى بناء استراتيجية وطنية للتدريب والتطوير وجودة الأداء”، وإطلاق مبادرة “مليون مُتعلم رقمي عراقي” في غضون السنوات الخمس المقبلة،
إلى ذلك اشار السيد مدير عام المركز الوطني للتطوير الإداري وتقنية المعلومات الدكتور حسين علي داود الى إن بناء القدرات البشرية وتمكين الكفاءات الوطنية هو الأساس لكل تقدم وتنمية ، مبينا إن التنمية مسؤولية مشتركة، وأن تبادل الخبرات والتجارب هو الطريق الأمثل لاستشراف المستقبل، ومواجهة تحديات التحول الرقمي، وتسخير الذكاء الاصطناعي كأداة للنهضة والإبداع ، وأضاف” ان هذا الملتقى ينسجم مع التوجهات الإستراتيجية للبرنامج الحكومي الحالي، الذي أكد على أولوية الإصلاح الإداري، ورفع كفاءة الأداء الحكومي، وتمكين الشباب ودعم مبادرات التحول الرقمي الشامل، بما يعزز بناء مؤسسات حديثة قادرة على المنافسة والاستجابة للتحديات العالمية ، مشيرا داود إلى ان رؤيتنا ومبادئنا مستلهمة من رؤية العراق 2030 الساعية إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام، وتطوير رأس المال البشري، وتعزيز الإبتكار والتحول الرقمي لبناء مجتمع معرفي متطور .
فيما لفت المدير المفوض لشركة بيت الحكمة السيد هشام خالد عباس الى ان العصر الرقمي فرض معادلات جديدة في عالم التدريب والإدارة، إذ أصبحت التكنولوجيا ليست مجرد أداة مساعدة، بل أصبحت محوراً رئيساً في صياغة الاستراتيجيات، وتطوير المهارات وإعادة رسم ملامح المنظمات الحديثة ، وان التغيير ليس تدريجيا ، بل هو تحول جذري يتطلب إعادة بناء المفاهيم التقليدية، وابتكار نماذج تدريبية جديدة قادرة على مواكبة السرعة، والاستجابة للتحديات المتجددة.
وتضمن الملتقى مجموعة من المخرجات الإستراتيجية التي تعدّ منصة انطلاق حقيقية، وتضمنت ؛ إعداد توصيات وطنية لتطوير منظومة التدريب الإداري والتقني بما يتلاءم مع متطلبات التحول الرقمي ، كذلك إطلاق مبادرات متخصصة في بناء القدرات في مجالات الذكاء الاصطناعي، وإدارة المشاريع الرقمية، والإبتكار المؤسسي ، وايضا تأسيس شبكة وطنية للتعاون بين القطاعين العام والخاص، والمُجتمع المدني ،ورواد الأعمال لدعم مشروعات التنمية المستدامة، بالإضافة إلى بلورة رؤى عملية لتعزيز التوجهات الحكومية في الإصلاح الإداري، وتمكين الشباب والمرأة اقتصاديا ، فضلا عن تبني معايير قياسية لضمان جودة التدريب والتطوير الإداري وفقًا لأفضل الممارسات العالمية ، وايضا تهيئة جيل قيادي جديد قادر على استثمار أدوات العصر الرقمي، لمواجهة تحديات المستقبل وصناعة الفرص.
وشهد حلقات نقاشية تضمنت مناقشات على شكل مجاميع شملت القطاع الحكومي، ومنظمات المجتمع المدني ،والقطاع الخاص، فضلا عن الشباب وريادة الأعمال .
وشهد الملتقى حضور مستشار وزارة التخطيط لشؤون الاحصاء والتطوير الاداري الدكتور علي المبرقع، ونائب رئيس هيأة الاحصاء الدكتور مكي غازي ومستشار صندوق الامم المتحدة للسكان الدكتور مهدي العلاق، وعدد من المديرين العامين
