يُحيي العراق اليوم العربي للسكان تحت شعار (الاستثمار في الانسان … نحو استدامة السلام)، تأكيداً لالتزامه الراسخ بتحقيق تنمية شاملة ومستدامة، يكون الإنسان فيها محور السياسات وهدفها ووسيلتها، وتجعل من الاستثمار في رأس المال البشري ركيزة أساسية لبناء السلام والأمن والازدهار.
لقد أدركت وزارة التخطيط أن السلام الحقيقي ينبع من التنمية العادلة والفرص المتكافئة، وأن الأمن القومي الشامل يرتكز على الأمن الإنساني والاجتماعي والاقتصادي، الذي يتحقق من خلال تمكين المواطن، وتوسيع خياراته في التعليم والعمل والإنتاج والمشاركة المجتمعية.
وفي هذا الإطار، تواصل وزارة التخطيط وبالشراكة مع الجهات القطاعية المختلفة تنفيذ خطة التنمية الوطنية (2024-2028) التي تُعد إطاراً استراتيجياً للتنمية الشاملة، وتسعى إلى تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي وعدالة التوزيع وتحسين جودة الحياة، كما أن نتائج التعداد العام للسكان والمساكن لعام 2024 شكّلت منطلقاً حيوياً جديداً، إذ أكدت أن العراق دخل فعلياً مرحلة الفرصة السكانية، وهي المرحلة التي ترتفع فيها نسبة السكان في سن العمل مقارنةً بالفئات المعالة، مما يفتح آفاقاً واسعة لتحقيق نمو اقتصادي متسارع واستثمار أمثل لرأس المال البشري، إذا ما جرى استثمارها بسياسات فعالة في التعليم والتشغيل والابتكار وتمكين الشباب والنساء.
ويمضي العراق بخطى واثقة نحو تحويل هذه الفرصة الديموغرافية إلى مكاسب تنموية حقيقية، عبر برامج وسياسات تعزز التنمية الاقتصادية والبشرية، وترسخ التماسك المجتمعي وتدعم الاستقرار والسلم الأهلي، وتستثمر في قدرات المواطن بوصفه المحرك الأساس لبناء دولة مستقرة ومجتمع مزدهر.
وفي الوقت الذي يحتفي فيه العراق بهذا اليوم العربي للسكان، يستحضر بقلق وألم ما شهدته غزة من معاناة إنسانية قاسية نتيجة العدوان وغياب العدالة والسلام، مؤكداً أن السلام الحقيقي لا يُبنى على أنقاض المعاناة، بل على أسس الكرامة الإنسانية والحق في الحياة والتنمية والأمان، وإذ يجدد العراق تضامنه مع الشعب الفلسطيني، فإنه يؤكد أن الأمن والسلم في المنطقة العربية لن يتحققا إلا بتحقيق العدالة، وإنهاء الاحتلال، وضمان الحقوق المشروعة للشعوب في الحرية والعيش الكريم.
وفي هذا اليوم، يؤكد العراق أن السلام الدائم يبدأ من الإنسان، وينمو ويتعزز بالتنمية، ويستدام بالعدالة، وأن الاستثمار في السكان هو الاستثمار الأجدر لبناء مستقبل أمن ومستقر ومشرق للأجيال القادمة